لالتهاب المفاصل الرثياني الملامح التالية و التي قد تساعد بتفريقه
عن الأشكال الأخرى من التهاب المفاصل :
:: إنه التهاب ، وهذا يعني أنه بالإضافة للألم يوجد تورم و تيبس في المفاصل ، ولأعراض
تكون عادة أسوأ في الصباح وتتحسن بالحركة .
:: يبدأ عادة في اليد والقدم ، وليس من المعتاد إصابة مفاصل أكبر قبل إصابة مفاصل
القدم واليد .
:: يكون متناظر عادة ، أي أن كلا الجانبين الأيمن و الأيسر يصابان بالمرض ، رغم
أنه ليس بالضرورة أن يكون للإصابة نفس الامتداد .
:: يميل لأن يكون مرضاً مزمناً بحيث نادراً ما يدخل في مرحلة هدوء تام ، فالأعراض قد
تزداد و تنمو و قد تخف و تنحسر لكن قلما تختفي بالإجمال .
:: قد يؤدي المرض إلى أذية المفصل بشكل كامل ، وقد يقود هذا إلى تشوه المفصل و فقدان
وظيفته .
:: قد تتطور أعراض بعيدة عن المفاصل ، مثلاً : جفاف العيون ، جفاف الفم ، تقرحات وعقيدات
جلدية ، إصابة الرئة ...الخ .
- يصيب التهاب المفاصل الرثياني نسبة 1% من الناس بشكل عالمي ، فإذا
كنت تعرف 100 شخص فإنه يوجد فرصة جيدة بحيث أنك ستعرف أحدهم قد يُصاب بالتهاب المفاصل
الرثياني بشكل أو بآخر . 3 من كل 4 أشخاص مصابين بالتهاب المفاصل الرثياني هم
نساء ، وعلى الأغلب يتطور المرض ما بين سن 20 - 45 سنة ، لكن قد يتطور في مرحلة الطفولة
أو بأعمار كبيرة (فوق 45 سنة) .
- إن الآلية المرضية الأساسية في التهاب المفاصل الرثياني هي تورم
بطانة المفصل الناجمة عن تراكم الكريات البيض . حيث تطلق هذه الخلايا مواداً تسبب تراكم
السائل و الألم والأذية للعظم والمفصل ، فالآلية مناعية تماماً . إن السبب الحقيقي
لالتهاب المفاصل الرثياني ما يزال لغزا ً، وتلعب العوامل الوراثية دوراً فيه ، وقد
بدأنا نفهم كيف تورث جينات معينة تحدد خطورة تطور التهاب المفاصل الرثياني .
بالمقابل فليس هنالك ضرورة أن تكون لديك قصة عائلية حتى تصاب بالمرض ، أي ليس حتماً
أن يكون أحد أقربائك مصابا ً بالتهاب المفاصل الرثياني حتى تصاب به و العكس صحيح .
قد تتورط تأثيرات خارجية كالإنتان مثلاً في قدح التهاب المفاصل الرثياني عند
الأشخاص المؤهبين ، ولا يعتقد أن التهاب المفاصل الرثياني يُسبب بواسطة إنتان بحد
ذاته .

لا يوجد اختبار نوعي محدد لتشخيص التهاب المفاصل الرثياني، لكن يبنى
التشخيص عادة على أساس الملامح الأساسية المذكورة أعلاه . فإذا كانت لديك مشاكل مفصلية
لا تناسب هذا النموذج فمن غير المحتمل أن تكون مصاب بالتهاب المفاصل الرثياني . بالمقابل
إذا كانت أعراضك ملائمة لتشخيص التهاب المفاصل الرثياني فقد تكون مصابا ً به حتى ولو
كانت كل فحوصاتك الدموية والشعاعية سلبية .
- إن 70 - 80 % من مرضى التهاب المفاصل الرثياني يكون العامل الرثوي
لديهم إيجابي (العامل الرثوي هو ضد يُتحرى عنه في الفحوص الدموية) . لكن قد يوجد العامل
الرثوي في أمراض أخرى و بالمصادفة عند الأشخاص الأسوياء ، وهذا يعني أنه بالإمكان أن
تصاب بالتهاب المفاصل الرثياني من دون إيجابية العامل الرثياني ، وأيضاً قد يكون العامل
الرثوي إيجابي دون الإصابة بالتهاب المفاصل الرثياني . (فالعامل الرثوي ليس نوعياً
في التشخيص)
- ترتفع عند غالبية المصابين بالتهاب المفاصل الرثياني مستويات صانعات
الالتهاب التي يتحرى عنها في الفحوص الدموية ، حيث يتم قياس سرعة التثفل ESR و البروتين
الفعال CRP بشكل شائع ، حيث تميل نتائج هذان الفحصان للارتفاع عندما يكون الالتهاب
أكثر فعالية وينخفضان عندما تتم السيطرة على الالتهاب .
- تجرى الفحوص الشعاعية عادةً في مرحلة مبكرة للكشف عن وجود أذية
بالمفاصل ، حيث يوحي وجود تآكلات في المفصل لإمكانية الإصابة بالتهاب المفاصل الرثياني
، ولكن من المهم الانتباه إلى أن التآكل قد يحدث في أنماط أخرى من التهاب المفاصل .

تختلف شدة التهاب المفاصل الرثياني بشكل كبير بين الأفراد ، لذا يجب
أن يوافق العلاج شدة الأعراض ومدى خطورة أذية المفصل . في حالات قليلة قد يسبب المرض
غير المعالج جيداً تخريباً مترقياً وفقدان للوظيفة المفصلية وهذه الحالات تحتاج للمعالجة
تماماً لنعطي فرصة أفضل لنتيجة جيدة ، أما الحالات الخفيفة فتحتاج عادة لمعالجة عرضية
. و يعد طبيب الروماتيزم (اختصاصي التهابات المفاصل) الشخص المؤهل لتقرير نوعية المعالجة
المطلوبة للحالة .
- يتم التخلص من الأعراض من خلال المسكنات ومضادات الالتهاب اللاستيروئيدية
، حيث تفيد هذه الأدوية في تخفيف أعراض الالتهاب بدون أن تؤثر بشكل جوهري على الالتهاب
نفسه (أي على سبب حدوثه) . و يعد الباراسيتامول أشيع مسكنات الألم استخداماً ، وتأثيراته
الجانبية الخطيرة قليلة إذا لم يؤخذ بإفراط . أما بالنسبة لمضادات الالتهاب اللاستيروئيدية
مثل (فولتارين ، بروفين .....) فهي عادة أكثر حساسية من الباراسيتامول في التهاب المفاصل
الرثياني، لكنها قد تسبب تخريشاً وحتى قرحة في المعدة ، كما يتوجب عدم استخدام مضادات
الالتهاب اللاستيروئيدية عند المرضى المصابين بقرحات معدية سابقة ومرضى قصور القلب
ومرضى الكلية وعند أولئك الذين يتناولون الوارفرين أو على الأقل استخدامها بحذر و تحت
مراقبة طبية .
- تستعمل الستيروئيدات القشرية (الكورتيزون) عادة في الكورسات العلاجية
القصيرة خلال هجمات التهاب المفاصل الرثياني وذلك لجعل الالتهاب تحت السيطرة ، وهذا
النوع من الدواء قد يعطى بعدة طرق:
:: معالجة جهازية ، قد تأخذ شكل حبوب (بردنيزون مثلاً) .
:: حقن عضلي .
:: تسريب وريدي .
:: يفيد الحقن المباشر للستيروئيدات القشرية ضمن المفصل خلاصاً سريعاً من الأعراض وبدون
تعريض بقية الجسم للتأثيرات الجانبية للكورتيزون .
- تتضمن التأثيرات الجانبية الشائعة للكورتيزون زيادة وزن وخصوصاً
حول الوجه وفي الجذع ، وأيضاً تغيرات نفسية (تغيرات بالمزاج) ، توهج أو تورد بالوجه
. وإذا تم استعمال كورسات طويلة فالستيروئيدات القشرية قد تسرع ترقق الجلد والعظام
و تشكل الساد العيني .
ولكن الاستعمال المدروس والمراقب للستيروئيدات القشرية في علاج التهاب المفاصل الرثياني
يفيد بشكل جيد و فعال ويقلل الضرر المحتمل .
الأدوية المعدلة للمرض مضادة الرثوية :
و تسمى أحياناً الأدوية المضادة الرماتيزمية مديدة التأثير . فهي
تعمل لمدة طويلة لتخفف مقدار الالتهاب في المفصل ، وهي تحتاج عادة من 6 أسابيع إلى
3 أشهر ليظهر مفعولها ، ويجب أن تستعمل بشكل مستمر بدلاً من قاعدة (عند الحاجة) أو
قاعدة من يوم ليوم .
- من الأمثلة على هذه الفئة من الأدوية : ميثوتركسات ، سلفاسالازين ، هيدروكسي كلوروكوين
، آزاثيوبرين ، أملاح الذهب ، بنسلامين ، السيكلوسبورين .
- يمكن أن تسبب هذه الفئة من الأدوية أحياناً تأثيرات جانبية كالغثيان والطفح و تعداد
دم منخفض .
- يوضع قرار استخدام هذه الأدوية المعدلة للمرض مضادة الروماتيزمية عادة بعد إجراء
توازن بين خطر تأثيراتها الجانبية مقابل خطر ترك التهاب المفاصل غير المعالج ، فكثير
من هذه الأدوية ينقص خطر إصابة المفاصل .
- تستعمل هذه الأدوية أحياناً بالمشاركة بين بعضها والآخر ، ويجب أن توصف تحت مراقبة
أخصائي الروماتيزم.

يتحدد ذلك بناءً على عدد من العوامل التي تختلف بشكل كبير بين الأفراد
عموماً ، ويتحدد ذلك حسب ما يلي :
:: إصابة عدد كبير من المفاصل .
:: نشاط صانعات الالتهاب العالي أي ارتفاع ESR و CRP .
:: إصابة الأنسجة و الأعضاء خارج المفاصل، مثل العيون و الرئتان و العقيدات تحت الجلد
.
:: إيجابية العامل الرثوي .
:: تآكلات مشاهدة شعاعياً في المراحل المبكرة .
- هذا وإن الاستعمال المبكر الفعال للأدوية المعدلة للمرض مضادة الروماتزمية
يمكن أن يحسن النتيجة على المدى الطويل . وإذا تضررت المفاصل بشكل أسوأ فالجراحة قد
تساعد في تصحيح التشوهات وفي إنقاص الألم وتحسين الوظيفة . ويعيش غالبية
مرضى التهاب المفاصل الرثياني حياة طبيعية ومعظمهم يستمر بالعمل بدوام كامل وغالباً
حتى بالوظائف الفيزيائية .

يتوجب على كل المرضى المؤهبين للإصابة بالتهاب المفاصل الرثياني مراجعة
أخصائي الروماتيزم بأسرع وقت ممكن ، وليس من الذكاء محاولة تجريب معالجات غير مثبتة
بديلة لأن الضرر و الأذية غالباً ما تسوء مبكراً في سير هذا المرض ، وأخصائيو الروماتيزم
هم القادرون على إبداء النصيحة بإجراء علاجات بديلة بالإضافة للمعالجة الطبية المثبتة
، فبعض المعالجات البديلة قد أظهرت نتائج طيبة في تخفيف الأعراض .
تذكر أن طبيب العائلة و أخصائي الروماتيزم هم أفضل مصدر ثقة للمعلومات فيم يتعلق بخيارات
العلاج بما فيها العلاجات البديلة ، كما أن دخلهم المادي لا يعتمد على استعمال هذه
الأدوية البديلة .
- إن الحميات والنصائح الغذائية المتوافرة بكثرة في مجتمعاتنا والتي
تقول بتجنب بعض الأطعمة في العلاج لم يثبت معظمها حتى الآن ، فلا يوجد دليل بأن عدم
تناول مشتقات اللبن و الجبن أو الليمون أو الفواكه أو البطاطا أو البندورة يمكن أن
يساعد في التهاب المفاصل الرثياني . لكن ظهر أن لزيت السمك فائدة ملطفة (طفيفة) في
التهاب المفاصل الرثياني ولكن هذه المنتجات غالية الثمن و يجب أن تستعمل بجرع عالية
حتى تستطيع أن تؤثر . إذاً المعالجة الغذائية لوحدها لن تمنع أذية المفصل .

|